الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولة الإصلاح

الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولة الإصلاح

مقدمة : 
خلال القرن 19 تعرض المغرب لظغوط من طرف الدول الإمبريالية الأروبية مما دفع بالمخزن إلى القيام بمحاولات إصلاحية لكنها جاءت بالفشل. فما هي طبيعة هده الظغوط؟ وما هي الاصلاحات التي قام بها المخزن وما أسباب فشلها ؟
I _ استعملت الدول الأروبية الظغوطات العسكرية للتوغل في المغرب والحصول على عدة امتيازات:
1 _ خلفت هزيمة المغرب أمام الجيش الفرنسي بإسلي نتائج و خيمة :
بعد احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 بدأت الأخطار تهدد المغرب، فقد استغلت فرنسا مؤازرة المغرب للأمير عبد القادر الجزائري في مقاومته للاحتلال فضربت مدينة طنجة و مرسى الصويرة. في غشت 1844 تواجهت جيوش البلدين في معركة إيسلي حيث حققت فرنسا انتصارا كبيرا برا و بحرا خلال ساعات قليلة فتم توقيع معاهدة الصلح و إتفاقية للا مغنية في 18مارس 1845 ومن أخطر نتائجها تعمد فرنسا إبقاء الحدود بين المغرب والجزائر غامضة باستتناء المنطقة الواقعة بين البحر و تنية الساسي لتعطي نفسها حق التوغل في المملكة وقتما شاءت (كمنطقة توات).
2 _ انهزم المغرب مرة أخرى أمام إسبانيا في معركة تطوان:
استغلت إسبانيا ما قامت به بعض عناصر قبيلة أنجره عندما هدمت بنايات إسبانية خارج حدود سبتة فأعلنت الحرب على المغرب واحتلت تطوان وفرضت عليه معاهدة الصلح سنة 1860 تضمنت ما يلي: فرض غرامة مالية كبيرة قدرها 20 مليون ريال سببت أزمة مالية انعكست سلبا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. توسيع اسبانيا لحدود سنتة وإمليليا. تخلي المغرب لإسبانيا عن قطعة أرض جنوب البلاد لبناء مركز للصيد البحري . ==> لقد استعملت الدول الإمبريالية الآلية العسكرية للظغط على المغرب من أجل انتزاع امتيازات سياسية و اقتصادية .
II _ مارست الدول الأوربية الضغوط الديبلوماسية لفرض امتيازات تجارية على المغرب خلال القرن 19 :
1 ـــ اعتمدت الدول الأوربية الظغوط الديبلوماسية لفرض امتيازات تجارية على المغرب : 
تم توقيع معاهدة الصلح و المهادنة و اتفاقية تجارية بين المغرب و انجلترا في يناير 1865 و التي تضمنت ما يلي : حصول الرعايا الإنجليز على امتيازات قضائية حيث لا يخضعون للقانون المغربي . فتحت هذه المعادهة السوق المغربية أمام المنتوجات الأوربية و الإنجليزية على الخصوص حيث تم إلغاء الكونطرادات و الممنوعات في المتاجر و التخفيض من الرسوم الجمركية و حرية التجارة بالمغرب .
2 ـــ وظفت الدول الأوربية التدخل الديبلوماسي لفرض امتيازات سياسية على المغرب :
شكلت الحماية القنصلية (تسوية بيكلار 1863) بين المغرب و فرنسا خطرا كبيرا على سيادة البلاد فقد كان بعض ممثلي الدول الأوربية يمنحونها للمغاربة المتعاملين معهم فيصبحون غير خاضعين للقضاء المغربي و غير ملزمين بأداء الضرائب ، فانعكس ذلك سلبا على الوضعية المالية و السياسية للبلاد ، و قد عزز مؤتمر مدريد 1880 الحمايات الفردية كما منح للأجانب حق الملكية بالمغرب .
3 ـــ تسرب الإستعمار الأوربي إلى الصحراء المغربية مع نهاية القرن 19 :
مع نهاية القرن 19 تزايدت أطماع الدول الأوربية في الجنوب المغربي خصوصا فرنسا ، إسبانيا و بريطانيا و قد تمثلت هذه الظغوط فيما يلي : ظغوط عسكرية : كاحتلال فرنسا لتوات و يدكيلت و كورارة و احتلال إسبانيا لسيدي إيفني . ظغوط ديبلوماسية : كاتفاقية 1860 مع إسبانيا و اتفاقية الجزائر 1901 مع فرنسا .
استنتاج : لقد مارست الدول الأوربية هذه الظغوط العسكرية و ديبلوماسية من أجل الحصول على امتيازات تجارية و سياسية في الصحراء المغربية .
III _ قام المخزن بمجموعة من الإصلاحات لمواجهة الأطماع الإستعمارية :
1 ـــ الإصلاح العسكري :
قرر المخزن بناء نواة جيش وطني عصري بعد هزيمتي إيسلي و حرب تطوان كما اعتمد على خبرة الأوربيين و العثمانيين لتدريب الجيش المغربي كما تم استيراد الأسلحة من الخارج و تصنيع بعضها محليا بفاس و مراكش إضافة إلى إرسال البعثات الطلابية لدراسة الفنون العسكرية بأوربا (الخارج) .
2 ـــ الإصلاح الإقتصادي و النقدي ثم الجبائي :
شجع السلطان محمد بن عبد الرحمان صناعة القطن و قصب السكر و تصنيع جزء منهما محليا ، كما اهتم بصناعة الورق و استغلال مناجم الفحم . قام السلطان مولاي عبد الرحمان بضرب النفود من الفضة و النحاس دون الذهب كما تم تحديد قيمة العملة المغربية من خلال مساواة الريال الإسباني مع المثقال المغربي بتوافق مع الأحكام الشرعية كما قرر مولاي الحسن سك النقود في أوربا بعد رواج نقود مزيفة . ثم فرض ضريبة الموكوس و في عهد الحسن الأول قام المخزن بفرض ضريبة الترتيب .
3 ـــ الإصلاح الإداري و إصلاح التعليم :
أ ـــ الإصلاح الإداري :
في عهد المولى عبد الرحمان تم إصلآح شؤون المراسي بهدف الرفع من المداخيل الجمركية و محاربة الفساد و التهريب كما تم إصلاح الإدارة المحلية و الإدارة المركزية و إنشاء مجموعة من الوزارات .
ب ـــ إصلاح التعليم :
اهتم العلويون و خاصة المولى الحسن الأول بإصلاح التعليم و ذلك من خلال إنشاء المدارس و تطوير المناهج و تنويع المواد المدرسية إضافة إلى إرسال بعثات طلابية للدراسة في أوربا خصوصا من أجل تلقي العلوم العربية و تسلم مناصب عليا لتسيير شؤون البلاد . ==> لقد فشلت الإصلاحات التي قام بها المخزن خلال القرن 19 نتيجة عوامل خارجية تتمثل في عرقلة الأوربيين لها و تزويد المخزن بسلع فاسدة ، أما العوامل الداخلية فتتجلى في معارضة الإصلاح من طرف فئاة عريضة من المجتمع كالعلماء و التجار و الأعيان (الذين رفضوا تجنيد أبنائهم ) و الجيش التقليدي (البخاري و قبائل الكيش ) .


الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولة الإصلاح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق